9 مارس 1974.. نهاية قصة ضابط ياباني رفض الاستسلام وتصديق انتهاء الحرب العالمية الثانية

ثلاثاء, 09/03/2021 - 13:59

لم يصدّق ضابط استطلاع ياباني أن الحرب العالمية الثانية قد انتهت، وظل 30 سنة في أدغال الفلبين ينتظر تعليمات جديدة من قائده الذي أمره ألا يبرح منطقة عملياته حتى يعود إليه.

ويعدّ هيرو أونودا آخر جندي يستسلم في هذه الحرب التي لم يكن ليصدق أن إمبراطور اليابان يمكن أن يرضخ فيها للأميركيين.

وبمناسبة ذكرى استسلام أونودا وإلقائه السلاح، أعدّت مجلة "لوبوان" (Le Point) الفرنسية تقريرا سردت فيه بعض تفاصيل قصته.

تقول لوبوان إن الشاب أونودا التحق بالجيش الياباني عام 1942، وكان عمره آنذاك 20 سنة، وقد خضع لتدريب الكوماندوز ليصبح ضابط مخابرات.

وفي ديسمبر/كانون الأول 1944 استدعاه قائداه، الرائدان يوشيمي تانيغوتشي وتاكاهاشي، ليخبراه أنه سيهبط قريبًا في جزيرة لوبانغ الفلبينية مع عدد قليل من الرجال لمساعدة الحامية المحلية على تنفيذ أعمال تخريب هناك.

وقبل أن يودعاه قال له الرائد تانيغوتشي بحزم "يمنع عليك الانتحار، ويمكن أن تستمر مهمتك 3 سنوات وقد تستمر إلى 5، لكن مهما يكن من أمر، فإننا سنعود للبحث عنك، وحتى ذلك الحين، أنت قائد أي جندي يكون معك.. قد تضطرون إلى تناول جوز الهند، كلوه إن لم تجدوا غيره لكن أهم شيء هو أنه يحظر عليكم تحت أي ظرف من الظروف أن تنهوا حياتكم بطريقة اختيارية".

وتعلق المجلة على ذلك بالقول إن الأوامر كانت واضحة وإن أونودا طبقها حرفيا، لكنه بقي هناك 30 عامًا!

تفرقوا شذر مذر

والواقع، كما تقول المجلة، أن الحامية اليابانية التي كان ينتمي لها هذا الضابط ما إن هبطت في جزيرة لوبانغ الفلبينية حتى سحقهم قصف أميركي تفرق إثره الناجون منهم أيدي سبأ في الغابة، وبذلك وجد أونودا نفسه مع 3 جنود: شيمادا وكوزوكا وأكاتسو، فبدأ الثلاثة ينظمون طريقة بقائهم على قيد الحياة، فكانوا يسرقون الأرز من القرويين أثناء مداهمات ينفذونها ضدهم، وبالنسبة للبقية، الغابة سخية، فهي توفر الموز والمانغو وجوز الهند، أما اللحم فكان الحصول عليه أصعب، وكانوا كلما صادفوا ثورًا ضائعًا، ذبحوه وتمتعوا بالأكل من لحمه أياما، وجففوا ما تبقى في الشمس لاستعماله لاحقا.