ربما هي المرة الأولى، التي اتسم فيها انتخاب هياكل الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف بالشفافية وهذا يحسب للسلطات الوصية، لكنها أيضا أعطت صورة إيجابية عن نضال مجموعة مؤثرة من الحرفيين، أرادوا التغيير واختاروا الأصلح، بعد سنوات عانوا خلالها صنوف التهميش والإقصاء.
انتهت قبل يومين، انتخابات الغرفة باختيار المكتب الذي حظي بثقة غالبية المناديب، برئاسة الأستاذة منينة بنت أشنيظة ونائبها الأول حمً ولد آلويمين، بعد جهد جهيد من شخصيات وازنة كان لها كبير الفضل في هذا النجاح الباهر.
ومن بين تلك الشخصيات رغم أنها ظلت جمود مجهولة السيد الفاضل محمد يسلم ولد التلمودي، الذي كرًس وقته وعلاقاته الواسعة رغم تواجده ـ خارج أرض الوطن ـ حتى كللت جهود المنسقية بالنجاح.
قليلون جداً من يعرفون هذا الرجل لبعده عن الأضواء والعنتريات، لكنه ظلً عوناً وسنداً لكل ما من شأنه النهوض ونفض الغبار عن الموروث التقليدي للبلد، وتشجيع مواهب الصناع التقليديين رغم ما يواجهونه من معوقات ليس أقلها، الإهمال وغياب الدعم العمومي.
واليوم وبعد أن عاد الحق إلى أصحابه ومُثلت الغرفة بمن يستحقون ذلك، سيبقى الأثر الكبير الذي تركه ولد التلمودي محفورا في ذاكرة الحالمين بغد مشرق، لهيئة ظلت مختطفة من غرباء عن هذا المجال، ومجموعات ما فتأت تستغل الغرفة في أغراض شخصية ضيقة ومواقف سياسية لا تمتٌ بصلة للحرف ولا للحرفين.