لكن ها هو الشعب الفلسطيني اليوم يتعرض في قطاع غزة لجرائم ضد الإنسانية ولإبادة عرقية ممنهجة، وها هي مقدسات أمتنا في فلسطين عرضة لمختلف أشكال الانتهاك والاعتداء.
ولذا فإن من واجبنا جميعا، علاوة على مضاعفة جهودنا، فرادى ومجتمعين، في سبيل التخفيف من معاناة أشقائنا الفلسطينيين، أن نحمل المجتمع الدولي على الضغط بالثقل المطلوب، لإلزام إسرائيل بالوقف الفوري والكلي لإطلاق النار وفك الحصار، توطئة لتحريك عملية سلام تقوم بموجبها دولة فلسطينية ذات سيادة، وفق ما تقضي به قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
يجب أن نكثف الجهود لترسيخ القناعة لدى الجميع، بأن ليس ثمة من سبيل غير هذا الحل، ليستتب الأمن، والسلام في المنطقة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛
أيها السادة والسيدات؛
إن عالمنا الإسلامي يشهد من النزاعات المسلحة، ومن تفشي ظاهرة الإرهاب، ومن قصور العمل الإسلامي المشترك، عن الحد المطلوب والمبتغى، ما يجعلنا ملزمون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالعمل على حل النزاعات، والخلافات البينية، بالحوار والتفاوض على نحو يحفظ لكل دولة من دولنا، حوزتها الترابية وسيادتها، ويجعل منها، عنصرا فاعلا في تحقيق التطور، والتنمية المستدامة، في فضائنا الإسلامي بمجمله.
وإن ما يتسبب به الإرهاب من دمار وتخريب وتقويض لدعائم الأمن والاستقرار، في فضائنا الإسلامي، خاصة، في القارة الافريقية، لدال على أننا بأمس الحاجة إلى تعزيز ثقافة الحوار، والانفتاح، والتسامح، وترسيخ قيم الدين الإسلامي الذي هو في جوهره دين سلام، ومحبة، وإخاء.
إن نشر وترسيخ الاعتدال، والوسطية، والانفتاح، والتسامح، هو بوابة الانتصار على الإسلاموفوبيا، وشتى أشكال تشويه ديننا الحنيف، والسبيل الأنجع إلى تكريس وحدتنا وتعزيز عملنا المشترك، من أجل بناء تنمية شاملة مستديمة.
فقد أصبح من الملح أن نضاعف العمل لقيام تكامل اقتصادي فعال بين بلداننا الإسلامية بتكثيف تقاسم التجارب، والخبرات، وتنمية التجارة البينية، وخلق مناخ يشجع رأس المال الإسلامي ويعزز إسهامه في تحقيق ما تطمح إليه شعوبنا الإسلامية من تقدم وازدهار.
وإنني إذ أؤكد لكم كامل استعداد الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لدعم كل ما من شأنه تحقيق هذه الغايات السامية، لأرجو لأعمال قمتنا هذه كل النجاح والتوفيق.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.